احمد الشقيري
magdy kamal tammam ebrahem مجدي كمال تمام ابراهيم :: القسم الاسلامي :: الفتاوى الدينية والقضايا المعاصرة
صفحة 1 من اصل 1
احمد الشقيري
احمد الشقيري
مولده وطفولته
ينحدر أحمد الشقيري من أسرة عربية نزحت إلى مصر من الحجاز. والده الشيخ أسعد الشقيري كان عضوا" في البرلمان العثماني ومن الأعضاء البارزين في جمعية الاتحاد والترقي و كان من أنصار الوحدة الاسلامية ومن المعارضين للتعامل مع الحلفاء.
ولد أحمد الشقيري عام 1908 في قلعة تبنين في جنوب لبنان حيث كان والده منفياً.
أخذ أحمد عن أمه اللغة التركية ، تفتحت عيناه في طولكرم على أخبار الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وعلى الاطلاع على شؤون الدنيا وأحوالها. مرضت أمه في السنة الثانية للحرب مرضا" شديدا"، لم يمهلها سوى أيام ، ماتت بعدها وهو طفل في السابعة من عمره.
في صيف 1916 سافر راكباً على حصان إلى قرية قاقون و منها سافر بالعربة إلى حيفا حيث نام ليلة واحدة وفي الصباح اتجه إلى عكا لملاقاة أهله، راكباً حمارعلى شاطئ البحرالذي يراه لأول مرة فأخذ بروعته و جماله. أمضى أحمد يومين أو ثلاثة في بيت عمه قاسم، ثم أخذ إلى بيت أبيه الشيخ أسعد.
الشقيري في المدرسة
التحق أحمد بالمدرسة في عكا، وكان مواظبا" عليها، مجتهدا" في دروسه، يبكر إلى المدرسة بنشاط وهمة. وقد أولع بالنحو والاعراب، أحب الكشافة وانتمى اليها، ومن خلال نشاطها برزت قدراته الخطابية واتقانه العلوم العربية.
لم تكن المدرسة تشغل أحمد عن حضور الدروس في الجامع، ومجالس والده، والقراءة في مكتبته، وعرف عنه اتقانه علوم العربية والعلوم الدينية، وقد أنهى الصف الثاني ثانوي وكان الأول في معظم المواد، وأبدى الرغبة بالالتحاق بالأزهر الشريف، لكنه أجبر على اعادة السنة حتى يلحق به أخوه أنور فيذهبا معا" إلى القدس لتكملة الدراسة في مدرسة صهيون.
كانت مدرسة صهيون داخلية، اختارها أبوه لهما لأنها مدرسة تعنى بالعلوم وبالنظام. وقد أعفي أحمد الشقيري من دروس اللغة العربية لتفوقه فيها. وتغلب على صعوبة اللغة الانكليزية التي كانت جميع المواد تدرس بها. انهى أحمد دراسته الثانوية بنجاح في مدرسة صهيون مع أخيه، وقد تخرج في شهر تموز 1926.
الشقيري في الجامعة
التحق الشقيري مع أخيه أنور بالجامعة الأمريكية في بيروت. وقد أدهشته الجامعة ببنائها، وأقسامها وموقعها. انضم إلى نادي "العروة الوثقى" في الجامعة. وكان هذا النادي مجتمع الطلاب من جميع الأقطار. وقد أحس فيه بروح الأمة العربية ووحدتها، على الرغم من وجود النعرات الاقليمية التي كانت تظهر في أثناء انتخابات الهيئة الادارية للنادي.
اشترك في المظاهرة التي قام بها الطلاب في ذكرى شهداء السادس من أيار عام 1927، واندفع يرتجل خطبة حماسية في ساحة الشهداء في بيروت، وندد فيها بالاستعمار والاستبداد العثماني، فأثار السلطات الفرنسية المستعمرة، فقررت ابعاده عن لبنان. فنقل إلى الناقورة على الحدود الفلسطينية - اللبنانية، ومنها عاد إلى عكا.
استقر رأيه على أن يعطي نصيبا" من وقته للسياسة، ونصيبا" آخر للدراسة. أخذ يكتب المقالات الوطنية في جريدة (الزمر) في عكا لصاحبها الشيخ خليل زقوت، يدعو فيها إلى مقاومة الحركة الصهيونية والاستعمار. وبرزت خلال هذه الفترة مواهبه الخطابية.
قبل الشقيري في معهد الحقوق في القدس سنة 1928. وكان نظام الدراسة فيه مسائياً. فأراد أن يشغل وقت فراغه في النهار فوجد عملا" في جريدة (مرآة الشرق) التي كان يصدرها بولس شحادة. وبذا، بدأ صفحة جديدة من حياته، صحفيا وسياسيا" في النهار وطالب حقوق في المساء.
تعرضت تلك الجريدة للضغوط بسبب مقالات الشقيري، وحاولت السلطات البريطانية إغلاقها بحجة أن الشقيري لم يبلغ الحادية والعشرين، فثار الشباب وجمعوا التقارير الطبية التي تثبت أن الشقيري فوق هذه السن، فأبقي في عمله.
زاد التحام الشقيري بالأحداث الوطنية فاعتقلته الشرطة، ونقلوه إلى قرية الزيب قرب عكا في إقامة جبرية في بيت آل السعدي.
عاد إلى القدس بعد انتهاء مدة الاعتقال واعتزل العمل في جريدة (مرآة الشرق) ليفسح الوقت للدراسة. وكان في السنة الثالثة في معهد الحقوق عندما التحق للتمرين في مكتب المحامي مغنم الياس مغنم فوجد في عمله متعة شغلته بعض الوقت عن السياسة. لكنه ما لبث أن عاد إلى السياسة عن طريق المحاماة عندما وصلت لجنة شو للتحقيق في اضطرابات البراق، وبذلك أتيح للشقيري أن يساهم في إعداد ملف القضية.
ترك مكتب المحامي مغنم إلى مكتب المحامي عوني عبد الهادي لأسباب سياسية ومادية، على الرغم من المقدرة المهنية التي كان يكتسبها في المكتب الأول.
أنهى الشقيري دراسة المحاماة في معهد الحقوق أواخر عام 1933، وحلف اليمين في مكتب قاضي القضاة البريطاني، حتى يتمكن من ممارسة المحاماة.
النشاطات الوطنية التي قام بها الشقيري أثناء دراسته الجامعية:
اشترك في المظاهرة التي قام بها الطلاب في ذكرى شهداء السادس من أيار عام 1927 في بيروت، واندفع يرتجل خطبة ندّد فيها بالاستعمار، فأثار السلطات الفرنسية فقررت إبعاده ونقله إلى الناقورة.
شارك الشقيري في عام 1928 في النشاط الوطني الفلسطيني الذي كان على أشده وكان للشباب دور بارز فيه. و كان همه أن يزول الانقسام من صفوف الحركة الوطنية.
حضر الشقيري المؤتمر الفلسطيني السابع في القدس سنة 1928 صحفيا"، ولما أنشئت جمعيات الشبان المسلمين في فلسطين، كان عضوا في وفد القدس إلى المؤتمر الذي انعقد في يافا.
لما تأسس حزب الاستقلال، اشترك في معظم اجتماعات الحزب الوطنية لكنه لم ينضم إلى الحزب.
خطب الشقيري في المؤتمر القومي الذي عقد في يافا في آذار 1933 حيث دعا الى قيام جبهة وطنية تضم جميع الزعماء بشرط التخلي عن مناصبهم الحكومية.
عمله الوطني
شارك الشقيري منذ نعومة أظفاره في العديد من النشاطات الوطنية الفلسطينية، حيث كان همه دائما" أن يزول الانقسام من صفوف الحركة الوطنية. فقد شارك في العديد من المظاهرات القومية والوطنية أثناء دراسته ، واعتقل بسبب زيادة نشاطه وتأثره بالأحداث الوطنية حيث كان يلقي المحاضرات و الخطب الوطنية ويلهب الحماسة في الشباب. ويدعو الى مقاومة الاستعمار والصهيونية. حضر العديد من المؤتمرات، عضوا" في بعض منها ورئيسا" في غيرها، حيث كان اهتمامه ينصب حول فلسطين وضرورة تأسيس جمعيات في جميع أنحاء البلاد من أجل إقامة دولة فلسطينية وجمع قوى الشعب للوقوف في وجه الاستعمار والصهيونية.
1933 – 1948
اشترك في المظاهرة الكبرى التي جرت في القدس عام 1933 وقادها موسى كاظم الحسيني، وفي المظاهرة التي نظمتها اللجنة التنفيذية في يافا في نفس العام. حيث كان الشقيري واحدا" من المحامين العرب الذين تطوعوا للدفاع عن المعتقلين في السجون.
اشترك مع غيره من الشباب في حملات التوعية أواسط الثلاثينات، تلك الحملات التي كانت تطالب بريطانيا بتبديل سياستها في فلسطين، وبوقف الهجرة الصهيونية.
لما أضربت مدينة يافا استنكارا" للأحداث الدامية في 15/4/1936، اشترك الشقيري في تأسيس لجنة قومية في مدينته عكا، وسافر مع عدد من رجالات مدن شمال فلسطين إلى القدس للاتصال بزعماء الحركة الوطنية للعمل على توحيد الصفوف، وإنشاء جبهة وطنية تقود القتال.
اعتقل الشقيري في إحدى المظاهرات التي كان يخطب بها ونقل إلى سمخ ثم الى الحمة في شهر تموز 1936 حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية.
ثار العرب عام 1937 على اقتراح تقسيم فلسطين، فاشترك الشقيري عضوا" في لجنة الاعلام والتوعية التي تأسست من أجل مكافحة الاقتراح. أما عام 1938 فقد كان من أهم أيام الشقيري، حيث عمل في الميدانين السياسي والاعلامي واجتمع بقادة الثورة الذين كانوا يزورون بيروت أو دمشق لبعض شؤون الثورة.
لم يكن الشقيري عضوا" في اللجنة العربية العليا، لكنه كان يحضر اجتماعاتها المهمة. وقد هيأ دراسة وافية عن الكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا عام 1939، ثم أجبر الشقيري على الانتقال إلى القاهرة.
في الفترة التي توقفت الثورة في فلسطين، توفي والد الشقيري عام 1940، فسمحت له السلطات البريطانية بالعودة الى فلسطين وانشغل الشقيري بأحداث الحرب العالمية الثانية.
لما ولدت الجامعة العربية عام 1945 كان الشقيري في القاهرة على مقربة من الاجتماعات ، ثم جاءه موسى العلمي يعرض عليه السفر الى واشنطن لتأسيس مكتب إعلام عربي هناك. بدأ العمل في المكتب العربي في نهاية أيلول من ذلك العام.
عقد الشقيري مؤتمرا" صحفيا" بمناسبة افتتاح المكتب العربي في واشنطن، حيث ألقى فيه بيانا" وأخذ يرد على أسئلة الصحفيين الذين تعمدوا أن يحرجوه وكان معظمهم من اليهود.
حضر المؤتمر الذي عقد في أنشاص عام 1946 بعد إنشاء جامعة للدول العربية حيث اطلعه الرئيس السوري شكري القوتلي على الفقرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية قبل نشرها في المؤتمر.
شارك في مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد في بلودان عام 1946 ضمن وفد فلسطين.
اجتمع مجلس الجامعة في مارس 1947 وحضر الشقيري الجلسات مستشارا" للوفد السوري، حيث قدّم للوفد مذكرات قانونية أعدها حول حق تقرير المصير.
في حزيران 1948 شارك في وفد الجامعة العربية إلى رودس للقاء الكونت برنادوت الوسيط الدولي المختار من الأمم المتحدة.
في خريف 1948 حضر إجتماع الأمم المتحدة في باريس عضوا في وفد فلسطين و ألقى بياناً مستفيضاً عن القضية الفلسطينية.
1949 – 1963
حضر الشقيري الاجتماع الذي نظمته الأمم المتحدة مع لجنة التوفيق الدولية في فندق سان جورج ببيروت عام 1949 مستشارا" للوفد السوري، وألقى بيانا" مطولا" ركز فيه على حق اللاجئين.
في أواخر عام 1949 عاد الشقيري إلى دمشق من أميركا وقدم تقريرا" للحكومة السورية بخصوص اللاجئين ثم قام عام 1950 بالسفر إلى سويسرا لتمثيل سوريا أمام لجنة التوفيق.
مثل سوريا في الأمم المتحدة من العام 1950 إلى العام 1956 ليدافع عن قضية فلسطين وقضايا المغرب العربي.
عام 1951 عين الشقيري أمينا" عاما" مساعدا" لجامعة الدول العربية في القاهرة . كان عام 1952 حافلا" بالأحداث العربية والدولية.
ترأس الشقيري في شهر مايو عام 1957 بعثة الجامعة العربية التي زارت اليمن لتحقيق في اعتداءات بريطانيا على جنوب اليمن، وقد قدم المشورة للإمام أحمد ملك اليمن في النزاع اليمني البريطاني.
عمل مع المملكة العربية السعودية وزير دولة لشؤون الأمم المتحدة ومندوبا" دائما" فيها من العام 1957 إلى العام 1963.
أختير عام 1963 ممثلا" لفلسطين في جامعة الدول العربية وترأس وفد فلسطين الى دورة الأمم المتحدة في ذلك العام.
1964 – 1967
حضر مؤتمر القمة العربي الأول في يناير 1964 الذي بحث قضية فلسطين وضرورة إنشاء الكيان الفلسطيني بالإضافة إلى موضوع قيام إسرائيل بتحويل مجرى نهر الأردن.
أسس منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القدس في مايو 1964 وعرض نتائج المؤتمر على القمة العربية في الإسكندرية في سبتمبر1964.
أسس جيش التحرير الفلسطيني ومركز الأبحاث وإذاعة فلسطين وافتتح مكاتب للمنظمة في الدول العربية والدول الصديقة.
شارك في مؤتمر قمة الدار البيضاء الذي عقد في 13/9/1965 وتم فيه التوقيع على ميثاق التضامن العربي واقرار خطة القيادة العربية الموحدة .
استقال في ديسمبر 1967 من رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية.
1968 – 1980
واصل الشقيري اهتمامه بالشؤون الفلسطينية والعربية وبقي يتابع السياسة الدولية وكانت له لقاءات كثيرة مع المواطنين والمسؤولين، بالاضافة الى زيارته العديد من البلدان العربية، ووجه رسالة الى مؤتمر القمة العربي عام 1974 دعا فيها الى الحفاظ على منجزات حرب رمضان / أكتوبر 1973.
في عامي 1977 – 1978 وجه عدة رسائل وعقد مؤتمرات صحفية بخصوص التسوية السلمية وعارض معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
ألف العديد من المؤلفات القومية والتاريخية لمناصرة القضية الفلسطينية بوجه خاص والوحدة العربية بشكل عام.
انجازات شخصية
دراسته
أنهى احمد الشقيري الصف الثاني ثانوي في عكا وكان متفوقا" في معظم المواد ثم التحق بمدرسة صهيون في القدس لتكملة دراسته، وأعفي من دروس اللغة العربية لتفوقه فيها، وتغلب على صعوبة اللغة الإنجليزية بحفظ المفردات، مما أفاده في حياته السياسية لاحقاً.
التحق بالجامعة الأمريكية ببيروت وانضم إلى نادي "العروة الوثقى" في الجامعة، لكنه طرد منها بسبب اشتراكه في المظاهرات.
أكمل دراسته في معهد الحقوق في القدس وكان الشقيري متفوقاً في دراسته بالمعهد بالرغم من الضغوط التي تعرض لها بسبب مقالاته ونشاطاته الوطنية.
عمله الصحفي أثناء دراسته
عمل الشقيري في جريدة (مرآة الشرق) في القدس وكان يدرس في المساء في معهد الحقوق. أطلعه عمله الصحفي على الوضع السياسي وعلى طبيعة الحركة الوطنية الفلسطينية، فغدا مكتبه في الجريدة مزارا" لعدد من شباب القدس، وقد جعل الجريدة منبرا" للدعوة المستقلة.
كتبه
ألّف الشقيري العديد من الكتب التي تعتبر مزيجا" من التاريخ والسياسة والأدب. وكانت مؤلفاته قومية تساهم في خدمة القضية الفلسطينية والوحدة العربية.
له أيضا" العديد من الرسائل والمقالات التي لفت بها أنظار الملوك والرؤساء وأنظار الكتّاب والصحفيين الى كثير من الأمور الخطيرة.
مولده وطفولته
ينحدر أحمد الشقيري من أسرة عربية نزحت إلى مصر من الحجاز. والده الشيخ أسعد الشقيري كان عضوا" في البرلمان العثماني ومن الأعضاء البارزين في جمعية الاتحاد والترقي و كان من أنصار الوحدة الاسلامية ومن المعارضين للتعامل مع الحلفاء.
ولد أحمد الشقيري عام 1908 في قلعة تبنين في جنوب لبنان حيث كان والده منفياً.
أخذ أحمد عن أمه اللغة التركية ، تفتحت عيناه في طولكرم على أخبار الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وعلى الاطلاع على شؤون الدنيا وأحوالها. مرضت أمه في السنة الثانية للحرب مرضا" شديدا"، لم يمهلها سوى أيام ، ماتت بعدها وهو طفل في السابعة من عمره.
في صيف 1916 سافر راكباً على حصان إلى قرية قاقون و منها سافر بالعربة إلى حيفا حيث نام ليلة واحدة وفي الصباح اتجه إلى عكا لملاقاة أهله، راكباً حمارعلى شاطئ البحرالذي يراه لأول مرة فأخذ بروعته و جماله. أمضى أحمد يومين أو ثلاثة في بيت عمه قاسم، ثم أخذ إلى بيت أبيه الشيخ أسعد.
الشقيري في المدرسة
التحق أحمد بالمدرسة في عكا، وكان مواظبا" عليها، مجتهدا" في دروسه، يبكر إلى المدرسة بنشاط وهمة. وقد أولع بالنحو والاعراب، أحب الكشافة وانتمى اليها، ومن خلال نشاطها برزت قدراته الخطابية واتقانه العلوم العربية.
لم تكن المدرسة تشغل أحمد عن حضور الدروس في الجامع، ومجالس والده، والقراءة في مكتبته، وعرف عنه اتقانه علوم العربية والعلوم الدينية، وقد أنهى الصف الثاني ثانوي وكان الأول في معظم المواد، وأبدى الرغبة بالالتحاق بالأزهر الشريف، لكنه أجبر على اعادة السنة حتى يلحق به أخوه أنور فيذهبا معا" إلى القدس لتكملة الدراسة في مدرسة صهيون.
كانت مدرسة صهيون داخلية، اختارها أبوه لهما لأنها مدرسة تعنى بالعلوم وبالنظام. وقد أعفي أحمد الشقيري من دروس اللغة العربية لتفوقه فيها. وتغلب على صعوبة اللغة الانكليزية التي كانت جميع المواد تدرس بها. انهى أحمد دراسته الثانوية بنجاح في مدرسة صهيون مع أخيه، وقد تخرج في شهر تموز 1926.
الشقيري في الجامعة
التحق الشقيري مع أخيه أنور بالجامعة الأمريكية في بيروت. وقد أدهشته الجامعة ببنائها، وأقسامها وموقعها. انضم إلى نادي "العروة الوثقى" في الجامعة. وكان هذا النادي مجتمع الطلاب من جميع الأقطار. وقد أحس فيه بروح الأمة العربية ووحدتها، على الرغم من وجود النعرات الاقليمية التي كانت تظهر في أثناء انتخابات الهيئة الادارية للنادي.
اشترك في المظاهرة التي قام بها الطلاب في ذكرى شهداء السادس من أيار عام 1927، واندفع يرتجل خطبة حماسية في ساحة الشهداء في بيروت، وندد فيها بالاستعمار والاستبداد العثماني، فأثار السلطات الفرنسية المستعمرة، فقررت ابعاده عن لبنان. فنقل إلى الناقورة على الحدود الفلسطينية - اللبنانية، ومنها عاد إلى عكا.
استقر رأيه على أن يعطي نصيبا" من وقته للسياسة، ونصيبا" آخر للدراسة. أخذ يكتب المقالات الوطنية في جريدة (الزمر) في عكا لصاحبها الشيخ خليل زقوت، يدعو فيها إلى مقاومة الحركة الصهيونية والاستعمار. وبرزت خلال هذه الفترة مواهبه الخطابية.
قبل الشقيري في معهد الحقوق في القدس سنة 1928. وكان نظام الدراسة فيه مسائياً. فأراد أن يشغل وقت فراغه في النهار فوجد عملا" في جريدة (مرآة الشرق) التي كان يصدرها بولس شحادة. وبذا، بدأ صفحة جديدة من حياته، صحفيا وسياسيا" في النهار وطالب حقوق في المساء.
تعرضت تلك الجريدة للضغوط بسبب مقالات الشقيري، وحاولت السلطات البريطانية إغلاقها بحجة أن الشقيري لم يبلغ الحادية والعشرين، فثار الشباب وجمعوا التقارير الطبية التي تثبت أن الشقيري فوق هذه السن، فأبقي في عمله.
زاد التحام الشقيري بالأحداث الوطنية فاعتقلته الشرطة، ونقلوه إلى قرية الزيب قرب عكا في إقامة جبرية في بيت آل السعدي.
عاد إلى القدس بعد انتهاء مدة الاعتقال واعتزل العمل في جريدة (مرآة الشرق) ليفسح الوقت للدراسة. وكان في السنة الثالثة في معهد الحقوق عندما التحق للتمرين في مكتب المحامي مغنم الياس مغنم فوجد في عمله متعة شغلته بعض الوقت عن السياسة. لكنه ما لبث أن عاد إلى السياسة عن طريق المحاماة عندما وصلت لجنة شو للتحقيق في اضطرابات البراق، وبذلك أتيح للشقيري أن يساهم في إعداد ملف القضية.
ترك مكتب المحامي مغنم إلى مكتب المحامي عوني عبد الهادي لأسباب سياسية ومادية، على الرغم من المقدرة المهنية التي كان يكتسبها في المكتب الأول.
أنهى الشقيري دراسة المحاماة في معهد الحقوق أواخر عام 1933، وحلف اليمين في مكتب قاضي القضاة البريطاني، حتى يتمكن من ممارسة المحاماة.
النشاطات الوطنية التي قام بها الشقيري أثناء دراسته الجامعية:
اشترك في المظاهرة التي قام بها الطلاب في ذكرى شهداء السادس من أيار عام 1927 في بيروت، واندفع يرتجل خطبة ندّد فيها بالاستعمار، فأثار السلطات الفرنسية فقررت إبعاده ونقله إلى الناقورة.
شارك الشقيري في عام 1928 في النشاط الوطني الفلسطيني الذي كان على أشده وكان للشباب دور بارز فيه. و كان همه أن يزول الانقسام من صفوف الحركة الوطنية.
حضر الشقيري المؤتمر الفلسطيني السابع في القدس سنة 1928 صحفيا"، ولما أنشئت جمعيات الشبان المسلمين في فلسطين، كان عضوا في وفد القدس إلى المؤتمر الذي انعقد في يافا.
لما تأسس حزب الاستقلال، اشترك في معظم اجتماعات الحزب الوطنية لكنه لم ينضم إلى الحزب.
خطب الشقيري في المؤتمر القومي الذي عقد في يافا في آذار 1933 حيث دعا الى قيام جبهة وطنية تضم جميع الزعماء بشرط التخلي عن مناصبهم الحكومية.
عمله الوطني
شارك الشقيري منذ نعومة أظفاره في العديد من النشاطات الوطنية الفلسطينية، حيث كان همه دائما" أن يزول الانقسام من صفوف الحركة الوطنية. فقد شارك في العديد من المظاهرات القومية والوطنية أثناء دراسته ، واعتقل بسبب زيادة نشاطه وتأثره بالأحداث الوطنية حيث كان يلقي المحاضرات و الخطب الوطنية ويلهب الحماسة في الشباب. ويدعو الى مقاومة الاستعمار والصهيونية. حضر العديد من المؤتمرات، عضوا" في بعض منها ورئيسا" في غيرها، حيث كان اهتمامه ينصب حول فلسطين وضرورة تأسيس جمعيات في جميع أنحاء البلاد من أجل إقامة دولة فلسطينية وجمع قوى الشعب للوقوف في وجه الاستعمار والصهيونية.
1933 – 1948
اشترك في المظاهرة الكبرى التي جرت في القدس عام 1933 وقادها موسى كاظم الحسيني، وفي المظاهرة التي نظمتها اللجنة التنفيذية في يافا في نفس العام. حيث كان الشقيري واحدا" من المحامين العرب الذين تطوعوا للدفاع عن المعتقلين في السجون.
اشترك مع غيره من الشباب في حملات التوعية أواسط الثلاثينات، تلك الحملات التي كانت تطالب بريطانيا بتبديل سياستها في فلسطين، وبوقف الهجرة الصهيونية.
لما أضربت مدينة يافا استنكارا" للأحداث الدامية في 15/4/1936، اشترك الشقيري في تأسيس لجنة قومية في مدينته عكا، وسافر مع عدد من رجالات مدن شمال فلسطين إلى القدس للاتصال بزعماء الحركة الوطنية للعمل على توحيد الصفوف، وإنشاء جبهة وطنية تقود القتال.
اعتقل الشقيري في إحدى المظاهرات التي كان يخطب بها ونقل إلى سمخ ثم الى الحمة في شهر تموز 1936 حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية.
ثار العرب عام 1937 على اقتراح تقسيم فلسطين، فاشترك الشقيري عضوا" في لجنة الاعلام والتوعية التي تأسست من أجل مكافحة الاقتراح. أما عام 1938 فقد كان من أهم أيام الشقيري، حيث عمل في الميدانين السياسي والاعلامي واجتمع بقادة الثورة الذين كانوا يزورون بيروت أو دمشق لبعض شؤون الثورة.
لم يكن الشقيري عضوا" في اللجنة العربية العليا، لكنه كان يحضر اجتماعاتها المهمة. وقد هيأ دراسة وافية عن الكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا عام 1939، ثم أجبر الشقيري على الانتقال إلى القاهرة.
في الفترة التي توقفت الثورة في فلسطين، توفي والد الشقيري عام 1940، فسمحت له السلطات البريطانية بالعودة الى فلسطين وانشغل الشقيري بأحداث الحرب العالمية الثانية.
لما ولدت الجامعة العربية عام 1945 كان الشقيري في القاهرة على مقربة من الاجتماعات ، ثم جاءه موسى العلمي يعرض عليه السفر الى واشنطن لتأسيس مكتب إعلام عربي هناك. بدأ العمل في المكتب العربي في نهاية أيلول من ذلك العام.
عقد الشقيري مؤتمرا" صحفيا" بمناسبة افتتاح المكتب العربي في واشنطن، حيث ألقى فيه بيانا" وأخذ يرد على أسئلة الصحفيين الذين تعمدوا أن يحرجوه وكان معظمهم من اليهود.
حضر المؤتمر الذي عقد في أنشاص عام 1946 بعد إنشاء جامعة للدول العربية حيث اطلعه الرئيس السوري شكري القوتلي على الفقرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية قبل نشرها في المؤتمر.
شارك في مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد في بلودان عام 1946 ضمن وفد فلسطين.
اجتمع مجلس الجامعة في مارس 1947 وحضر الشقيري الجلسات مستشارا" للوفد السوري، حيث قدّم للوفد مذكرات قانونية أعدها حول حق تقرير المصير.
في حزيران 1948 شارك في وفد الجامعة العربية إلى رودس للقاء الكونت برنادوت الوسيط الدولي المختار من الأمم المتحدة.
في خريف 1948 حضر إجتماع الأمم المتحدة في باريس عضوا في وفد فلسطين و ألقى بياناً مستفيضاً عن القضية الفلسطينية.
1949 – 1963
حضر الشقيري الاجتماع الذي نظمته الأمم المتحدة مع لجنة التوفيق الدولية في فندق سان جورج ببيروت عام 1949 مستشارا" للوفد السوري، وألقى بيانا" مطولا" ركز فيه على حق اللاجئين.
في أواخر عام 1949 عاد الشقيري إلى دمشق من أميركا وقدم تقريرا" للحكومة السورية بخصوص اللاجئين ثم قام عام 1950 بالسفر إلى سويسرا لتمثيل سوريا أمام لجنة التوفيق.
مثل سوريا في الأمم المتحدة من العام 1950 إلى العام 1956 ليدافع عن قضية فلسطين وقضايا المغرب العربي.
عام 1951 عين الشقيري أمينا" عاما" مساعدا" لجامعة الدول العربية في القاهرة . كان عام 1952 حافلا" بالأحداث العربية والدولية.
ترأس الشقيري في شهر مايو عام 1957 بعثة الجامعة العربية التي زارت اليمن لتحقيق في اعتداءات بريطانيا على جنوب اليمن، وقد قدم المشورة للإمام أحمد ملك اليمن في النزاع اليمني البريطاني.
عمل مع المملكة العربية السعودية وزير دولة لشؤون الأمم المتحدة ومندوبا" دائما" فيها من العام 1957 إلى العام 1963.
أختير عام 1963 ممثلا" لفلسطين في جامعة الدول العربية وترأس وفد فلسطين الى دورة الأمم المتحدة في ذلك العام.
1964 – 1967
حضر مؤتمر القمة العربي الأول في يناير 1964 الذي بحث قضية فلسطين وضرورة إنشاء الكيان الفلسطيني بالإضافة إلى موضوع قيام إسرائيل بتحويل مجرى نهر الأردن.
أسس منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القدس في مايو 1964 وعرض نتائج المؤتمر على القمة العربية في الإسكندرية في سبتمبر1964.
أسس جيش التحرير الفلسطيني ومركز الأبحاث وإذاعة فلسطين وافتتح مكاتب للمنظمة في الدول العربية والدول الصديقة.
شارك في مؤتمر قمة الدار البيضاء الذي عقد في 13/9/1965 وتم فيه التوقيع على ميثاق التضامن العربي واقرار خطة القيادة العربية الموحدة .
استقال في ديسمبر 1967 من رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية.
1968 – 1980
واصل الشقيري اهتمامه بالشؤون الفلسطينية والعربية وبقي يتابع السياسة الدولية وكانت له لقاءات كثيرة مع المواطنين والمسؤولين، بالاضافة الى زيارته العديد من البلدان العربية، ووجه رسالة الى مؤتمر القمة العربي عام 1974 دعا فيها الى الحفاظ على منجزات حرب رمضان / أكتوبر 1973.
في عامي 1977 – 1978 وجه عدة رسائل وعقد مؤتمرات صحفية بخصوص التسوية السلمية وعارض معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
ألف العديد من المؤلفات القومية والتاريخية لمناصرة القضية الفلسطينية بوجه خاص والوحدة العربية بشكل عام.
انجازات شخصية
دراسته
أنهى احمد الشقيري الصف الثاني ثانوي في عكا وكان متفوقا" في معظم المواد ثم التحق بمدرسة صهيون في القدس لتكملة دراسته، وأعفي من دروس اللغة العربية لتفوقه فيها، وتغلب على صعوبة اللغة الإنجليزية بحفظ المفردات، مما أفاده في حياته السياسية لاحقاً.
التحق بالجامعة الأمريكية ببيروت وانضم إلى نادي "العروة الوثقى" في الجامعة، لكنه طرد منها بسبب اشتراكه في المظاهرات.
أكمل دراسته في معهد الحقوق في القدس وكان الشقيري متفوقاً في دراسته بالمعهد بالرغم من الضغوط التي تعرض لها بسبب مقالاته ونشاطاته الوطنية.
عمله الصحفي أثناء دراسته
عمل الشقيري في جريدة (مرآة الشرق) في القدس وكان يدرس في المساء في معهد الحقوق. أطلعه عمله الصحفي على الوضع السياسي وعلى طبيعة الحركة الوطنية الفلسطينية، فغدا مكتبه في الجريدة مزارا" لعدد من شباب القدس، وقد جعل الجريدة منبرا" للدعوة المستقلة.
كتبه
ألّف الشقيري العديد من الكتب التي تعتبر مزيجا" من التاريخ والسياسة والأدب. وكانت مؤلفاته قومية تساهم في خدمة القضية الفلسطينية والوحدة العربية.
له أيضا" العديد من الرسائل والمقالات التي لفت بها أنظار الملوك والرؤساء وأنظار الكتّاب والصحفيين الى كثير من الأمور الخطيرة.
magdy- Admin
- عدد المساهمات : 351
نقاط : 1029
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 51
بطاقة الشخصية
m: 2
magdy kamal tammam ebrahem مجدي كمال تمام ابراهيم :: القسم الاسلامي :: الفتاوى الدينية والقضايا المعاصرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى