مطاوي وسكاكين..
صفحة 1 من اصل 1
مطاوي وسكاكين..
مطاوي وسكاكين..
عفوا ليست حربا لكنها مشاجرات شباب
بات العنف ملمحا أساسيا في كثير من المجتمعات العربية، وكان أمرا عاديا أن تشاهد ملامحه في الشوارع بين الجيران خصوصا في البلدان التي تعرف بالاكتظاظ السكاني ، لكن أن تنتقل حلقات مسلسل العنف هذا إلى دول الخليج المعروفة بهدوئها الكبير لقلة عدد سكانها وثرائهم النسبي فهذا هو الجديد.
فقد باتت السكاكين الصغيرة، والمطاوي، والسنج، والسلاسل، والقفازات الحديدية في الأيدي، وغيرها من الأسلحة البيضاء أهم أدوات التفاهم العنيف بين المواطنين والتي تسجل حضوراً ملحوظاً في العديد من المشاجرات الشبابية، بما يعد بمثابة جرس إنذار يعلو صوته، لافتاً إلى ما لا تحمد عقباه ان أهملنا الانتباه إلى هذه الوقائع.
وقد اختلف مسؤولو الجهات المجتمعية حول ما إذا كانت إحدى الظواهر الخطرة والدخيلة التي بدأت تغزو المجتمع مؤخراً، واحتلت موقعاً في سجل الجرائم العنيفة، وما بين تدوينها كأفعال فردية، تتأتى من بعض الشباب المستهتر بحسب التحقيق الصحفي الذي أجرته الزميلة جيهان شعيب لجريدة "الخليج " الإماراتية اليوم السبت.
والحقيقة إذا كان هذا الفعل بمثابة ظاهرة وافدة، اكتسبها الأبناء من البعض المنحرف، أو إذا كان أحد التداعيات المترتبة على فترة المراهقة وما يعتريها من تغيرات مختلفة يحاول الشاب فيها بيان قوته الجسدية، وفرض سطوته على الآخرين، فهي في كل الأحوال خطر قائم يجب بأي حال من الأحوال ألا نغض الطرف عنه، متعالين بأبنائنا عن فكرة السقوط في براثن الانحراف، أو بأنفسنا عن أن ندان بالاهمال والتقاعس عن تربية الأبناء على السلوكيات القويمة، والمبادئ والقيم السوية .نبحث لاحقاً في هذه القضية مع عدد من المعنيين.والمطاوي أهم أدوات التفاهم العنيف
ظاهرة متنامية
ويرى خليل البريمي مدير دار التربية للفتيان في الشارقة أن استخدام كثير من الشباب للأسلحة البيضاء أصبح من الظواهر الإجرامية المتنامية بشكل كبير وملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وقال البريمي أن الدار استقبلت العام الماضي مايتجاوز عشر حالات إيداع لشباب استخدموا السلاح الأبيض في مشاجرات مختلفة، أدت احداها إلى أحداث إصابة بليغة بالمجني عليه فيها، ارقدته المستشفى فترة طويلة ما بين الحياة والموت، فيما تتراوح اعمار الشباب الذي يلجأ إلى التشاجر باستخدام الأسلحة البيضاء ولأسباب واهية للغاية، ما بين 15 17 عاماً .
ويضيف: "ومن أهم الأسباب التي تدفع بعض الشباب إلى هذا السلوك العنيف هو تعرضهم للعنف والقسوة في صغرهم من ذويهم، بما يؤدي بهم حال الكبر إلى الانتقام ممن حولهم، إضافة إلى اللامبالاة والفتونة التي تتسيد عقول عدد غير قليل من الشباب المراهقين، وأيضاً مشاهدة أفلام العنف والرعب وغيرها مما تعرضه القنوات التلفزيونية الخارجية، وخلافه" .
ونبه إلى أن بساطة الأحكام التي يتعرض لها الشباب من مستخدمي الأسلحة البيضاء، ستفرز مستقبلاً أعداداً كبيرة من المجرمين، وفي ذلك يقول: الحكم في مثل هذه الوقائع لايتعدى توبيخ الحدث، وايداعه في الدار أو توقيفه في الأجهزة الشرطية لمدة لا تزيد على أسبوع، ومن ثم يفرج عنه بكفالة، ويسلم إلى ولي أمره مع أخذ تعهد عليه بعدم تكرار الفعل، ليعود لتكراره ثانية وبعد فترة وجيزة، وكأن لم يكن مما سبق شيئاً . بما يستوجب تشديد العقوبات لمثل هذه الأفعال مع تجريمها، وتكثيف جرعة التوعية الأمنية والاجتماعية خلال الإجازات الصيفية في النوادي، والمراكز الشبابية وغيرها .
آلية جديدة
ويرجع راشد علاي نائب رئيس المجلس الاستشاري، ومدير شرطة المنطقة الشرقية سابقاً، أسباب السلوكيات العنيفة التي يرتكبها عدد من الشباب إلى اندماجهم في مجموعات شبابية منحرفة، وعدم انتباه أسرهم لهم، فضلاً عن متابعتهم لما يعرض من أفلام دموية في العديد من دور العرض الخارجية.
ويقول علاوي: "استخدام كثير من الشباب للأسلحة البيضاء في المشاجرات ظاهرة أصبحت تستفحل بشكل كبير، بما يستلزم على الجهات الأمنية البحث عن وسائل رادعة لها بالتنسيق مع وزارة العدل، وذلك إما بتشديد العقوبات، أو إيجاد آلية قانونية أو إدارية جديدة في هذا الصدد، كحجز الحدث إدارياً".
التوعية المدرسية
الدكتور علي الحرجان اختصاصي الطب النفسي يوضح أن العنف لدى الشباب يعتبر سلوكاً مكتسباً خلال العقد الأخير بسبب الإعلام المفتوح أمامهم على مصراعيه من دون رقابة، اضافة إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة من الانترنت وغيره.
واردف الحرجان: "أصبحت وسائل نقل العنف كثيرة ومتاحة أمام جميع المراهقين، بما يوقع المسؤولية على المدارس بزيادة جرعة التوعية المدرسية للطلاب بالسلوكيات الايجابية ونتائجها، والسلبية وانعكاساتها المؤسفة، وتوفير بدائل أمام الشباب لتفريغ طاقاتهم، خاصة لأن أوقات الفراغ تؤدي بعدد من المراهقين الى ارتكاب الكثير من الأفعال الخاطئة، نظراً للأفكار الخاطئة التي يعتقدونها وتحتاج إلى تغيير، من أن استعمالهم العنف تجاه الآخرين يخلق منهم شخصيات قوية ومحترمة في الدائرة المحيطة بهم" .
عفوا ليست حربا لكنها مشاجرات شباب
بات العنف ملمحا أساسيا في كثير من المجتمعات العربية، وكان أمرا عاديا أن تشاهد ملامحه في الشوارع بين الجيران خصوصا في البلدان التي تعرف بالاكتظاظ السكاني ، لكن أن تنتقل حلقات مسلسل العنف هذا إلى دول الخليج المعروفة بهدوئها الكبير لقلة عدد سكانها وثرائهم النسبي فهذا هو الجديد.
فقد باتت السكاكين الصغيرة، والمطاوي، والسنج، والسلاسل، والقفازات الحديدية في الأيدي، وغيرها من الأسلحة البيضاء أهم أدوات التفاهم العنيف بين المواطنين والتي تسجل حضوراً ملحوظاً في العديد من المشاجرات الشبابية، بما يعد بمثابة جرس إنذار يعلو صوته، لافتاً إلى ما لا تحمد عقباه ان أهملنا الانتباه إلى هذه الوقائع.
وقد اختلف مسؤولو الجهات المجتمعية حول ما إذا كانت إحدى الظواهر الخطرة والدخيلة التي بدأت تغزو المجتمع مؤخراً، واحتلت موقعاً في سجل الجرائم العنيفة، وما بين تدوينها كأفعال فردية، تتأتى من بعض الشباب المستهتر بحسب التحقيق الصحفي الذي أجرته الزميلة جيهان شعيب لجريدة "الخليج " الإماراتية اليوم السبت.
والحقيقة إذا كان هذا الفعل بمثابة ظاهرة وافدة، اكتسبها الأبناء من البعض المنحرف، أو إذا كان أحد التداعيات المترتبة على فترة المراهقة وما يعتريها من تغيرات مختلفة يحاول الشاب فيها بيان قوته الجسدية، وفرض سطوته على الآخرين، فهي في كل الأحوال خطر قائم يجب بأي حال من الأحوال ألا نغض الطرف عنه، متعالين بأبنائنا عن فكرة السقوط في براثن الانحراف، أو بأنفسنا عن أن ندان بالاهمال والتقاعس عن تربية الأبناء على السلوكيات القويمة، والمبادئ والقيم السوية .نبحث لاحقاً في هذه القضية مع عدد من المعنيين.والمطاوي أهم أدوات التفاهم العنيف
ظاهرة متنامية
ويرى خليل البريمي مدير دار التربية للفتيان في الشارقة أن استخدام كثير من الشباب للأسلحة البيضاء أصبح من الظواهر الإجرامية المتنامية بشكل كبير وملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وقال البريمي أن الدار استقبلت العام الماضي مايتجاوز عشر حالات إيداع لشباب استخدموا السلاح الأبيض في مشاجرات مختلفة، أدت احداها إلى أحداث إصابة بليغة بالمجني عليه فيها، ارقدته المستشفى فترة طويلة ما بين الحياة والموت، فيما تتراوح اعمار الشباب الذي يلجأ إلى التشاجر باستخدام الأسلحة البيضاء ولأسباب واهية للغاية، ما بين 15 17 عاماً .
ويضيف: "ومن أهم الأسباب التي تدفع بعض الشباب إلى هذا السلوك العنيف هو تعرضهم للعنف والقسوة في صغرهم من ذويهم، بما يؤدي بهم حال الكبر إلى الانتقام ممن حولهم، إضافة إلى اللامبالاة والفتونة التي تتسيد عقول عدد غير قليل من الشباب المراهقين، وأيضاً مشاهدة أفلام العنف والرعب وغيرها مما تعرضه القنوات التلفزيونية الخارجية، وخلافه" .
ونبه إلى أن بساطة الأحكام التي يتعرض لها الشباب من مستخدمي الأسلحة البيضاء، ستفرز مستقبلاً أعداداً كبيرة من المجرمين، وفي ذلك يقول: الحكم في مثل هذه الوقائع لايتعدى توبيخ الحدث، وايداعه في الدار أو توقيفه في الأجهزة الشرطية لمدة لا تزيد على أسبوع، ومن ثم يفرج عنه بكفالة، ويسلم إلى ولي أمره مع أخذ تعهد عليه بعدم تكرار الفعل، ليعود لتكراره ثانية وبعد فترة وجيزة، وكأن لم يكن مما سبق شيئاً . بما يستوجب تشديد العقوبات لمثل هذه الأفعال مع تجريمها، وتكثيف جرعة التوعية الأمنية والاجتماعية خلال الإجازات الصيفية في النوادي، والمراكز الشبابية وغيرها .
آلية جديدة
ويرجع راشد علاي نائب رئيس المجلس الاستشاري، ومدير شرطة المنطقة الشرقية سابقاً، أسباب السلوكيات العنيفة التي يرتكبها عدد من الشباب إلى اندماجهم في مجموعات شبابية منحرفة، وعدم انتباه أسرهم لهم، فضلاً عن متابعتهم لما يعرض من أفلام دموية في العديد من دور العرض الخارجية.
ويقول علاوي: "استخدام كثير من الشباب للأسلحة البيضاء في المشاجرات ظاهرة أصبحت تستفحل بشكل كبير، بما يستلزم على الجهات الأمنية البحث عن وسائل رادعة لها بالتنسيق مع وزارة العدل، وذلك إما بتشديد العقوبات، أو إيجاد آلية قانونية أو إدارية جديدة في هذا الصدد، كحجز الحدث إدارياً".
التوعية المدرسية
الدكتور علي الحرجان اختصاصي الطب النفسي يوضح أن العنف لدى الشباب يعتبر سلوكاً مكتسباً خلال العقد الأخير بسبب الإعلام المفتوح أمامهم على مصراعيه من دون رقابة، اضافة إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة من الانترنت وغيره.
واردف الحرجان: "أصبحت وسائل نقل العنف كثيرة ومتاحة أمام جميع المراهقين، بما يوقع المسؤولية على المدارس بزيادة جرعة التوعية المدرسية للطلاب بالسلوكيات الايجابية ونتائجها، والسلبية وانعكاساتها المؤسفة، وتوفير بدائل أمام الشباب لتفريغ طاقاتهم، خاصة لأن أوقات الفراغ تؤدي بعدد من المراهقين الى ارتكاب الكثير من الأفعال الخاطئة، نظراً للأفكار الخاطئة التي يعتقدونها وتحتاج إلى تغيير، من أن استعمالهم العنف تجاه الآخرين يخلق منهم شخصيات قوية ومحترمة في الدائرة المحيطة بهم" .
magdy- Admin
- عدد المساهمات : 351
نقاط : 1029
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 51
بطاقة الشخصية
m: 2
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى