قصة ابراهيم عليه السلام ج 2
صفحة 1 من اصل 1
قصة ابراهيم عليه السلام ج 2
عن محمد بن القاسم وغيره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن سارة قالت لابراهيم عليه السلام : ياإبراهيم قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا تقر أعيننا به فإن الله قد اتخذك خليلا وهو مجيب لدعوتك إن شاء ، قال عليه السلام : فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما فأوحى الله عزوجل إليه : أني واهب لك غلاما عليما ثم أبلوك بالطاعة لي ، قال أبوعبدالله عليه السلام : فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشارة من الله عزوجل وإن سارة قد قالت لابراهيم : إنك قد كبرت وقرب أجلك ، فلو دعوت الله عزوجل أن ينسئ في أجلك وأن يمد لك في العمر فتعيش معنا وتقر أعيننا ، قال : فسأل إبراهيم ربه ذلك ، قال : فأوحى الله عزوجل إليه : سل من زيادة العمر ما أحببت تعطه ، قال : فأخبر إبراهيم سارة بذلك فقالت له : سل الله أن لا يميتك حتى تكون أنت الذي تسأله الموت ، قال : فسأل إبراهيم ربه ذلك ، فأوحى الله عزوجل إليه : ذلك لك ، قال : فأخبر إبراهيم سارة بما أوحى الله عزوجل إليه في ذلك فقالت سارة لابراهيم : اشكر لله واعمل طعاما وادع عليه الفقراء وأهل الحاجة ، قال : ففعل ذلك إبراهيم ودعا إليه الناس ، فكان فيمن أتى رجل كبير ضعيف مكفوف معه قائد له فأجلسه على مائدته ، قال : فمد الاعمى يده فتناول لقمة وأقبل بها نحو فيه فجعلت تذهب يمينا وشمالا من ضعفه ، ثم أهوى بيده إلى جبهته فتناول قائده يده فجاء بها إلى فمه ، ثم تناول المكفوف لقمة فضرب بها عينه ، قال : و إبراهيم عليه السلام ينظر إلى المكفوف وإلى ما يصنع ، قال : فتعجب إبراهيم من ذلك و سأل قائده عن ذلك ، فقال له القائد : هذا الذي ترى من الضعف ، فقال إبراهيم في نفسه : أليس إذا كبرت أصير مثل هذا ؟ ثم إن إبراهيم عليه السلام سأل الله عزوجل حيث رأى من الشيخ ما رأى فقال : اللهم توفني في الاجل الذي كتبت لي فلا حاجة لي في الزيادة في العمر بعد الذي رأيت .(1)
عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام فلما ولد له من هاجر إسماعيل عليه السلام اغتمت سارة من ذلك غما شديدا لانه لم يكن له منها ولد ، وكانت تؤذي إبراهيم في هاجر فتغمه فشكا إبراهيم ذلك
إلى الله عزوجل ، فأوحى الله إليه : إنما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء إن تركتها استمتعت بها ، وإن أقمتها كسرتها .
ثم أمره أن يخرج إسماعيل عليه السلام وامه عنها ، فقال : يارب إلى أي مكان ؟ قال : إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من الارض وهي مكة ، فأنزل الله عليه جبرئيل بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليه السلام وكان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلا وقال : يا جبرئيل إلى ههنا إلى ههنا ، فيقول جبرئيل : لا امض امض ، حتى وافى به مكة ، فوضعه في موضع البيت ، وقد كان إبراهيم عليه السلام عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها ، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر ، فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلوا تحته ، فلما سرحهم إبراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر : يا إبراهيم لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع ؟ فقال إبراهيم : الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان هو يكفيكم ، ثم انصرف عنهم ، فلما بلغ كدى وهو جبل بذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال : " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " ثم مضى وبقيت هاجر ، فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى فنادت : هل في الوادي من أنيس ؟ فغاب إسماعيل عنها فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه ماء ، فنزلت في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا فهبطت إلى الوادي تطلب الماء فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات ، فلما كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه ، فعدت حتى جمعت حوله رملا فإنه كان سائلا فزمته بما جعلته حوله فلذلك سميت زمزم ، وكان جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير والوحش على الماء ، فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان واتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وصبي نازلين في ذلك الموضع قد استظلا
بشجرة وقد ظهر الماء لهما ، فقالوا لهاجر : من أنت ؟ وما شأنك وشأن هذا الصبي ؟ قالت : أنا ام ولد إبراهيم خليل الرحمن ، وهذا ابنه أمره الله أن ينزلنا ههنا ، فقالوا لها : فتأذنين لنا أن نكون بالقرب منكم ؟ قالت لهم : حتى يأتي إبراهيم عليه السلام ، فلما زارهم إبراهيم يوم الثالث قالت هاجر : يا خليل الله إن ههنا قوما من جرهم يسألونك أن تأذن لهم حتى يكونوا بالقرب منا ، أفتأذن لهم في ذلك ؟ فقال إبراهيم : نعم ، فأذنت هاجر لجرهم فنزلوا بالقرب منهم وضربوا خيامهم فأنست هاجرو إسماعيل بهم ، فلما زارهم إبراهيم في المرة الثالثة نظر إلى كثرة الناس حولهم فسر بذلك سرورا شديدا ، فلما ترعرع إسماعيل عليه السلام وكانت جرهم قد وهبوا لاسماعيل كل واحد منهم شاة وشاتين وكانت هاجر و إسماعيل يعيشان بها ، فلما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال أمرالله إبراهيم عليه السلام أن يبني البيت فقال : يارب في أية بقعة ؟ قال : في البقعة التي انزلت على آدم القبة فأضاء لها الحرم ، فلم تزل القبة التي أنزلها الله على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان أيام نوح عليه السلام ، فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت الدنيا إلا موضع البيت ، فسميت البيت العتيق لانه اعتق من الغرق ، فلما أمر الله عزوجل إبراهيم أن يبني البيت لم يدر في أي مكان يبنيه ، فبعث الله جبرئيل عليه السلام فخط له موضع البيت ، فأنزل الله عليه القواعد من الجنة ، وكان الحجر الذي أنزله الله على آدم أشد بياضا من الثلج ، فلما مسته أيدي الكفار اسود ، فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى ، فرفعه في السماء تسعة أذرع ، ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه الآن ، وجعل له بابين : بابا إلى المشرق ، وبابا إلى المغرب ، والباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار ، ثم ألقى عليه الشجر والاذخر ، وعلقت هاجر على بابه كساءا كان معها ، وكانوا يكونون تحته ، فلما بناه وفرغ منه حج إبراهيم وإسماعيل ونزل عليهما جبرئيل يوم التروية لثمان من ذي الحجة فقال : يا إبراهيم قم فارتو من الماء : لانه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك ، ثم أخرجه إلى منى فبات بهاففعل به ما فعل بآدم عليه السلام فقال إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء البيت " رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر " قال : من ثمرات القلوب ، أي حببهم إلى الناس لينتابوا إليهم و يعودوا إليه . (1)
عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام فلما ولد له من هاجر إسماعيل عليه السلام اغتمت سارة من ذلك غما شديدا لانه لم يكن له منها ولد ، وكانت تؤذي إبراهيم في هاجر فتغمه فشكا إبراهيم ذلك
إلى الله عزوجل ، فأوحى الله إليه : إنما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء إن تركتها استمتعت بها ، وإن أقمتها كسرتها .
ثم أمره أن يخرج إسماعيل عليه السلام وامه عنها ، فقال : يارب إلى أي مكان ؟ قال : إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من الارض وهي مكة ، فأنزل الله عليه جبرئيل بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليه السلام وكان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلا وقال : يا جبرئيل إلى ههنا إلى ههنا ، فيقول جبرئيل : لا امض امض ، حتى وافى به مكة ، فوضعه في موضع البيت ، وقد كان إبراهيم عليه السلام عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها ، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر ، فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلوا تحته ، فلما سرحهم إبراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر : يا إبراهيم لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع ؟ فقال إبراهيم : الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان هو يكفيكم ، ثم انصرف عنهم ، فلما بلغ كدى وهو جبل بذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال : " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " ثم مضى وبقيت هاجر ، فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى فنادت : هل في الوادي من أنيس ؟ فغاب إسماعيل عنها فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه ماء ، فنزلت في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا فهبطت إلى الوادي تطلب الماء فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات ، فلما كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه ، فعدت حتى جمعت حوله رملا فإنه كان سائلا فزمته بما جعلته حوله فلذلك سميت زمزم ، وكان جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير والوحش على الماء ، فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان واتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وصبي نازلين في ذلك الموضع قد استظلا
بشجرة وقد ظهر الماء لهما ، فقالوا لهاجر : من أنت ؟ وما شأنك وشأن هذا الصبي ؟ قالت : أنا ام ولد إبراهيم خليل الرحمن ، وهذا ابنه أمره الله أن ينزلنا ههنا ، فقالوا لها : فتأذنين لنا أن نكون بالقرب منكم ؟ قالت لهم : حتى يأتي إبراهيم عليه السلام ، فلما زارهم إبراهيم يوم الثالث قالت هاجر : يا خليل الله إن ههنا قوما من جرهم يسألونك أن تأذن لهم حتى يكونوا بالقرب منا ، أفتأذن لهم في ذلك ؟ فقال إبراهيم : نعم ، فأذنت هاجر لجرهم فنزلوا بالقرب منهم وضربوا خيامهم فأنست هاجرو إسماعيل بهم ، فلما زارهم إبراهيم في المرة الثالثة نظر إلى كثرة الناس حولهم فسر بذلك سرورا شديدا ، فلما ترعرع إسماعيل عليه السلام وكانت جرهم قد وهبوا لاسماعيل كل واحد منهم شاة وشاتين وكانت هاجر و إسماعيل يعيشان بها ، فلما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال أمرالله إبراهيم عليه السلام أن يبني البيت فقال : يارب في أية بقعة ؟ قال : في البقعة التي انزلت على آدم القبة فأضاء لها الحرم ، فلم تزل القبة التي أنزلها الله على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان أيام نوح عليه السلام ، فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت الدنيا إلا موضع البيت ، فسميت البيت العتيق لانه اعتق من الغرق ، فلما أمر الله عزوجل إبراهيم أن يبني البيت لم يدر في أي مكان يبنيه ، فبعث الله جبرئيل عليه السلام فخط له موضع البيت ، فأنزل الله عليه القواعد من الجنة ، وكان الحجر الذي أنزله الله على آدم أشد بياضا من الثلج ، فلما مسته أيدي الكفار اسود ، فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى ، فرفعه في السماء تسعة أذرع ، ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه الآن ، وجعل له بابين : بابا إلى المشرق ، وبابا إلى المغرب ، والباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار ، ثم ألقى عليه الشجر والاذخر ، وعلقت هاجر على بابه كساءا كان معها ، وكانوا يكونون تحته ، فلما بناه وفرغ منه حج إبراهيم وإسماعيل ونزل عليهما جبرئيل يوم التروية لثمان من ذي الحجة فقال : يا إبراهيم قم فارتو من الماء : لانه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك ، ثم أخرجه إلى منى فبات بهاففعل به ما فعل بآدم عليه السلام فقال إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء البيت " رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر " قال : من ثمرات القلوب ، أي حببهم إلى الناس لينتابوا إليهم و يعودوا إليه . (1)
magdy- Admin
- عدد المساهمات : 351
نقاط : 1029
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 51
بطاقة الشخصية
m: 2
مواضيع مماثلة
» قصة ابراهيم عليه السلام ج 1
» قصة لوط عليه السلام
» قصة هود عليه السلام
» قصة ايوب عليه السلام
» قصة اسماعيل عليه السلام
» قصة لوط عليه السلام
» قصة هود عليه السلام
» قصة ايوب عليه السلام
» قصة اسماعيل عليه السلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى