كورة كورة

الإنجليز ينظرون إلى أنفسهم
بأنهم مهد كرة القدم و مؤسسيها
حتى ظننت بأنها ليست إنجلترا بل مملكة الفيفا المتحدة !
و لكن التاريخ لا يكذب فهناك من هم أعرق من الإنجليز في تأسيس هذه اللعبة
بينما لا يعتبر الإنجليز سوى مؤسسي قوانين اللعبة الحديثة فقط .
و لكنها لم تكن ممتعة أكثر مما جعلها الفرنسي ( جول ريميه ) ممتعة
حينما أسس فكرة كأس العالم أو World Cup حيث وصلت إلى ما وصلت إليه الآن
من صخب و جنون و انتظار وتشويق
و تطور مع السنين حتى أصبح الكأس الأكثر غلاءاً بالعالم

نعود إلى فكرة تأسيس لعبة كرة القدم
فعندما عدت للتاريخ قليلاً وجدت هذه المقالة التي تتحدث عن تاريخ كرة القدم
ووجدت بأن كل دولة ترى بأنها مهد كرة القدم و من أسس قوانينها سواءاً قديما أو حديثاً

لم تحتل رياضة بتاريخ الرياضات كلها نفس المكانة التي حظيت بها كرة القدم، فجمهورها العريض ينتشر في كل أنحاء العالم من أقصاها إلى أقصاها ومن كل الفئات والطبقات.
ويعود ظهور كرة القدم إلى الصين عام 2500ق.م في عهد الإمبراطور هوانج لي الذي وضع قوانين اللعبة وأسماها "التسو تشو " والتي تعني ركل الكرة، وكانت تقدم للفريق للفائز الولائم بينما يجلد الفريق المهزوم!!

الكرة الإنجليزية
يقولو بأنهم أول من وضع أسس كرة القدم بشكلها الحديث قبل 1000 عام تقريبا،عندما استطاعوا إجلاء المحتل الدانمركي الذي إحتل إنجلترا بين عامي 1016 - 1042 م، واحتفالا بهذا النصر، كان الإنجليز يلعبون بمخلفات الدانمركيين ويقذفونها بأرجلهم، ومن ثم بدأوا يتقاذفون كل ماهو مستدير وشاع ذلك في كل القرى الإنجليزية.
ثم منع ذلك بمراسيم ملكية، ومن ثم عادت هذه الرياضة من خلال مدارس أبناء الأمراء الخاصة، وشجع الملك إدوارد الأول هذه الرياضة، وشارك في مباراة ضد منتخب من أعضاء مجلس العموم البريطاني.
وفي عام 1314 منع الملك إدوارد الثاني هذه الرياضة، وهدد بسجن كل من يمارسها بسبب نهاية الكثير من المباريات بمشاجرات بين اللاعبين، ثم ما لبثت أن عادت هذه الرياضة وبشكل كبير عام 1349، إلا أن الملك إدوارد الثالث عاد ومنع لعب كرة القدم لأنها تلهي الشباب عن تعلم الفروسية والرماية.

وفي عام 1551 عادت كرة القدم مرة أخرى بمرسوم من الملك جيمس الأول تحقيقا لرغبة الشباب
وفي عام 1572 أصدرت الملكة إليزابيث الأولى قرارا بمنع ممارسة كرة القدم، إلا أن الشعب لم يرضخ لهذه القوانين وكان السجن لمدة أسبوع هو عقوبة هذه الرياضة.
استجابة رسمية وقانونية

ولإنهاء جميع المشاكل، ولممارسة كرة القدم بطريقة شرعية وضع أستاذ القانون في جامعة كمبردج "ثونج "أول قوانين لكرة القدم في 26 / 10 / 1862م تقوم على عدة قوانين تنظم هذه اللعبة حسب الآتي:
- يسجل للفريق إصابة عندما تجتاز الكرة مرمى الخصم المكون من قائمين وعارضة شرط ألا تكون الكرة قادمة من خارج الملعب.
- لا يحق لأي لاعب استخدام يديه حتى حارس المرمى، ويستثنى من ذلك ضبط الكرة أثناء وضعها أمام القدم لركلها.
- لا يحق للاعب تسديد الكرة إلا إذا كان مواجها للمرمى.
- يحق للاعب تسديد الكرة إذا كانت معلقة في الهواء .
- يمنع الضرب والرفس ولعب الكرة بالكعب.
- إذا خرجت الكرة من خط التماس يجب على الذي أخرجها إعادتها في خط مستقيم لوسط الملعب.
- إذا تجاوزت الكرة خط المرمى يعتبر للفريق الفائز إصابة، ويلعب الفريق الآخر الكرة بقذفها إلى وسط الملعب.
- تسجل مخالفة عند ضرب اللاعب الذي بحوزته الكرة من قبل لاعب آخر، وتلعب المخالفة من مكانها ويبتعد الخصم عن الكرة مسافة 6 ياردات.
- الكتف ممنوع ضد أي لاعب حينما تكون الكرة خلفه.
- لا يحق لأي لاعب أن يكون أمام الكرة بشكل مباشر، وعليه الابتعاد عن طريقها، ويستثنى من ذلك حارس المرمى.

فالأستاذ " تونج " وضع أول قوانين كرة القدم و التي جعلتها تبدو بشكل أفضل و أمتع
فالنظام في كل شيء يجعل من الشيء قابلاً للانتشار و القبول
و هذا ما جعل كرة القدم تنتشر أكثر من ذي قبل

و لكن يعيب الإنجليز التفاخر بالعراقة
و هذا ما يجعلهم يصوّرون الكرة لنا بأنها علم جيولوجي أو آثار تستحق أن ننظر إلى قيمتها من الجانب التاريخي
أكثر من قيمتها بالجانب المهاري
عندما أضع مجسمين مثلاً لكرة قدم إنجليزية قديمة أو مرسوم ملكي قديم في بريطاني يثبت أن الإنجليز الأعرق
و الآخر لبطولات المنتخب الإيطالي و إنجازاته على هيئة كؤوس و ميداليات و إنجازات
فأين تقع العين ؟!
على المخطوطات أم على البطولات ؟!
فلو وقعت على الأولى فستأتي الصين و مصر و اليونان و اليابان و ربما الرومان
فهم يقولون بأنهم كانوا إبان الحروب يقطعون رؤوس خصومهم و يركلونها

و لكن يجب على الجميع بأن يدرك بأن الكرة أرقام و بطولات و لوحة جميلة
لا يرسمها إلا أصحاب الأقدام و ليس أصحاب الأقلام !